قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

موسوعة التاريخ الإسلامي [ ج ٧ ]

موسوعة التاريخ الإسلامي [ ج ٧ ]

309/620
*

وسُئل : مَن أفقه من رأيت؟ فقال : جعفر بن محمّد. ثمّ قال : لما أقدمه المنصور إلى الحيرة ، بعث إليّ وقال : يا أبا حنيفة ، إن الناس قد فُتنوا بجعفر بن محمّد! فهيّئ له من مسائلك الشداد.

فهيّأت له أربعين مسألة! ثمّ بعث إليّ فأتيته ودخلت عليه فإذا جعفر جالس عن يمينه ، فلمّا بصرت به دخلني من الهيبة لجعفر ما لم يدخلني لأبي جعفر (المنصور) فسلّمت عليه فأومى إليّ فجلست. ثمّ التفت إلى الصادق عليه‌السلام وقال له : يا أبا عبد الله ، هذا أبو حنيفة! قال : أعرفه. ثمّ التفت إليّ فقال : يا أبا حنيفة ألقِ على أبي عبد الله من مسائلك.

فجعلت القي عليه فيجيبني فيقول : أنتم تقولون كذا وأهل المدينة يقولون كذا ونحن نقول كذا. فربّما تابعنا وربّما تابعهم وربّما خالفنا جميعاً. حتّى أتيت على الأربعين مسألة ، فما أخلَ بشيء! ثمّ قال أبو حنيفة : أليس إنّ أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس (١)؟!

ولما لم يجد المنصور في مثل هذه الجلسة ما يكسر به فتنة الناس بالصادق عليه‌السلام كما قال ، استقدمه لذلك مرّة اخرى ، فلمّا وافى بابه خرج إليه الحاجب وقال له : اعيذك بالله من سطوة هذا الجبّار! فإني رأيت غضبه عليك شديداً! فقال الصادق عليه‌السلام : عليّ من الله جُنّة واقية تعينني عليه إن شاء الله ، استأذن لي عليه. فاستأذن له ، فأذن له.

فلمّا دخل سلّم ، فردّ عليه‌السلام ثمّ قال له : يا جعفر! قد علمت أن رسول الله قال لأبيك عليّ بن أبي طالب : «لولا أن تقول فيك طوائف من امتي

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٢٧٧ عن مسند أبي حنيفة لأبي القاسم البغار ، وسير أعلام النبلاء ٩ : ٥٤٣.