قد قتله جهله وعلمه معه لا ينفعه! فقال : كما جرى لابن المقفّع ، وفضله مشهور وحكمته أشهر من أن تُذكر ، ولو لم يكن له إلّا «كتاب اليتيمة» لكفى (١).
ونقل ابن خلكان مقتله وقال : قال له سفيان : لا حرج عليّ في المثلة بك وأنت زنديق قد أفسدت الناس (٢).
وذكر المسعودي : أن دبشليم ملك الهند القديم هو الواضع لكتاب «كليلة ودمنة» الذي ترجمه ابن المقفّع (٣) بعد أن نُقل من الهندية إلى الفارسية لأنوشيروان مع الشطرنج (٤) وقال : نقل ابن المقفّع من الفارسية الفهلوية إلى العربية كتب ماني وابن ديصان ومرقيون في تأييد المذاهب المانوية والديصانية والمرقيونية ، فكثرت بذلك الزنادقة وظهرت آراؤهم في الناس (٥).
وفي صيت ابن المقفّع في التصنيف قال الجاحظ : أنّه كان يؤلف الكتاب الكثير المعاني الحسن النظم فينسبه إلى نفسه فلا يرى الارادات تيمّم نحوه ولا الأسماع تُصغي إليه! ثمّ يؤلف ما هو أنقص منه مرتبة وأقل فائدة فيُنحله إلى ابن المقفّع أو سهل بن هارون ممن قد طارت أسماؤهم في المصنّفين ، فيُسارعون إلى نسخها ويُقبلون عليها ، لا لشيء إلّالنسبتها إلى القدماء (٦).
__________________
(١) شرح النهج للمعتزلي ١٨ : ٢٦٩ ، ٢٧٠. واليتيمة وسائر آثاره الباقية طبعت ونُشرت باسم : الآثار الكاملة له ، للدكتور عمر الطبّاع السوري ، بيروت دار الأرقم. وانظر كتاب : ابن المقفّع بين حضارتين ، للدكتور حسين علي جمعة.
(٢) وفيات الأعيان ٢ : ١٥٢ ، وفي تاريخ مقتله انظر : ابن المقفّع بين حضارتين : ٦٤.
(٣) مروج الذهب ١ : ٩٦.
(٤) مروج الذهب ١ : ٢٩٤.
(٥) مروج الذهب ٤ : ٢٢٤.
(٦) التنبيه والإشراف : ٦٦.