وقدم إلى دمشق أبو هاشم عبد الله بن محمّد بن الحنفيّة (١) ومن معه سنة (٩٧ ه) على سليمان ، فقضى حوائجه وحوائج من معه وأجازه ، فعاد على بلاد فلسطين ، وبعث سليمان قوماً إلى بلاد لخم وجذام بفلسطين وأرسل معهم لبناً مسموماً ليسقوه أبا هاشم ، وكأنّه ظنّ به ظنوناً! فلمّا مرّ أبو هاشم بهم واستسقاهم سقوه ذلك اللبن ثمّ قوّضوا من ذلك الموضع ، فلمّا استقر في جوفه أحسّ بالسمّ فأرسل عليهم فلم يجدوهم.
فأمرهم أبو هاشم أن يعرّجوا على الحُميمة بأرض الشراة من نواحي دمشق إلى ابن عمه محمّد بن علي بن عبد الله بن العباس ، فلمّا قدم عليه قال له : يابن العم! هذه وصيّة أبي إليّ ، وفيها : أنّ الأمر صائر إليك وإلى ولدك ، على ما سمع وروى عن أبيه علي بن أبي طالب ، فاقبضها إليك. ولتكن دعوتكم بخراسان ، ولا تعدُ مرو ومرو الرود وأبيورد ونَسا ، فإنّي أرجو أن تتمّ دعوتكم ويُظهر الله أمركم ، وإيّاك من نيسابور وطوس وأبر شهر! (فلعلّها كانت تتشيّع لأبناء الحسين عليهالسلام) وأقصِ قيس وتميم وقرِّب أهل الحيّ من ربيعة! وليكن دُعاتك اثني عشر نقيباً!
__________________
(١) كان بينه وبين ابن عمّه زيد بن الحسن بن علي عليهالسلام كلام فشكاه زيد إلى الوليد بن عبد الملك وأراد قتله! فوفد السجاد عليهالسلام على الوليد وسأله إطلاقه فأطلقه له ، كما عن منتقلة الطالبيين المخطوط : ٤٢ في شرح الأخبار ٣ : ٢٨٤ في الحاشية ١. ومع هذا وقف بعد وفاة السجاد على الباقر عليهماالسلام وحوله جماعة من الناس يستفتونه ، فحسده أبو هاشم وشتمه وشتم أباه! وقال تدَّعون وصية رسول الله بالأباطيل وهي لنا دونكم! فقال له الباقر عليهالسلام : قل ما بدا لك! فأنا ابن فاطمة وأنت ابن الحنفية!
فوثب الناس إلى أبي هاشم بحصى المسجد ونعالهم يرمونه ويضربونه حتّى أخرجوه من المسجد! كما في شرح الأخبار ٣ : ٢٨٤ ، وعليه فهو ناصبي خبيث ، ومنه دعوة الكيسانية.