اللغات القديمة.
(وبعبارة أخرى)
ما يتداولون به من اللغة ليس لغة عربية ، فان القرآن الكريم قرب ذلك المعنى الذى
له لفظ خاص من تلك اللغة بالفاظ نفهمها فى خصوص لغتنا ، واما اشتمال الانجيل على
تلك الالفاظ فانما هو بعد الترجمة الى اللغة العربية ، وكيف كان فالكلام فى هذه
الالفاظ خاصة اما معانيها فلا يضر سبقها.
وربما قيل ـ إن
الالفاظ المذكورة ليست بحقيقة شرعية فى المعانى المستحدثة لثبوتها قبل شريعة
الاسلام باعتبار أن العرب قد انتقلوا الى معانى تلك الالفاظ بمجرد نزول هذه الآيات
الشريفة مثل قوله تعالى : (وَأَوْصانِي
بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ) ولم يتوقفوا فى معانيا عند سماعها ، وهذا يكشف عن
تسميتها لهذه المعانى عند العرب قبل زمن النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فهى ليست بحقيقة شرعية.
والجواب عنه ـ
إن نزول هذه الآيات الشريفة التى اشتملت على هذه الالفاظ لو كانت فى بداية التشريع
الالهى ، أو قبله بزمن بحيث لم يصدر من النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم تشريع نحو هذه الالفاظ ، ثم نزلت هذه فحينئذ نستكشف
منها الموافقة لما يفهمه العرب من المعنى. اما لو فرضنا نزولها بعد التشريع بزمن ـ
اى بعد ان استعمل النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم هذه الالفاظ فى المعانى الجديدة ، وأفهم القوم بها ـ ثم
جاءت بعد ذلك الآية الكريمة فلا تكون إلا حاكية ، ومعبرة عما جاء به النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد استند فهم العرب منها الى ما انسبقوا بها قبل ذلك
من المشرع الاعظم ، فحينئذ يندفع الاشكال.
الثانى ـ إن
الامر لو كان من المسائل التاريخية لاحتاج الى هذه الاطالة فى البحث لكنه ليس كذلك
، بل البحث هنا يكون بلحاظ ترتب