والصلاة في النجس ، أما لو نهي عنه لمعنى ، كالبيع عند النداء لأجل الصلاة ، فالمشهور من أقوال العلماء أنه لا يدل على الفساد (١).
قال الحلي (٢) : ونقل عن مالك (٣) ، .............
__________________
(١) لا لغة ولا شرعا ، لا في العبادات ولا في غيرها عند (أبي حنيفة ، ومحمد ، والشيخين ، وأبي عبد الله ، والكرخي ، والقاضي ، والحاكم ، والقفال ، وبعض الأشعرية) (فصول ١٤٩).
(٢) الحلي هو : الحسن ـ ويقال : الحسين ـ بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي ، جمال الدين ، ويعرف بالعلامة ، من أئمة الشيعة الإمامية ، نسبته إلى الحلة في العراق ، ولد ومات فيها [٦٤٨ ـ ٧٢٦ ه] ـ.
(٣) مالك بن أنس بن مالك بن أبي عمرو بن الحارث الأصبحي ، أبو عبد الله المدني ، صاحب الموطأ ، أحد الأعلام ، وإمام دار الهجرة ، روى عن جعفر الصادق ، ونافع والزهري ، وخلق ، وعنه ابن جريج ، وشعبة ، والثوري ، وابن مهدي ، وأمم ، قال الشافعي : مالك حجة اله على خلقه ، وقال أبو حاتم : ما ضعفه أحد ، ضرب بالسياط مائة وسبعين سوطا ، وسببه أنه قيل : إنه لا يرى بيعة الظلمة ، وبعدها لزم بيته عشرين سنة ، وترك الجمعة والجماعة ، قال سفيان : ما كان أشد انتقاد مالك للرجال ، وقدم وكيع فجعل يقول : حدثني الثبت ، فسئل عنه؟ فقال : مالك. وقال أبو حاتم : مالك ثقة إمام أهل الحجاز ، وهو أثبت أصحاب الزهري ، ومالك نقي الرجال ، نقي الحديث ، وحكوا له كرامات كثيرة ، وقيل فيه :
ألا إن فقد العلم من فقد مالك |
|
فلا زال فينا صالح الحال مالك |
يقيم طريق الحق والحق واضح |
|
ويهدي كما تهدي النجوم السوالك |
ورأى ابن أبي كثير قارئ المدينة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم جالسا ، والناس حوله يقولون : يا رسول الله اعطنا ، يا رسول الله من لنا؟ فقال لهم : إني قد كنزت كنزا تحت المنبر ، وأمرت مالكا أن يقسمه فيكم ، اذهبوا إلى مالك ، وسأل إسماعيل بن أبي أوس لما مرض مالك بعض أهله ما قال مالك عند موته ، فقال : شهد ، ثم قال (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ) وتوفي صبيحة أربع عشرة من ربيع الأول سنة ١٧٩ ه وقيل : في صفر تلك السنة ، قال الواقدي : مات وهو ابن سبعين سنة ، وحمل به في البطن ثلاث سنين ، روى له الأئمة والجماعة.