والرازي (١) ، وأشار إليه ابن الحاجب.
والحجة لهذا أن النهي من الحكيم يقتضي قبح المنهي عنه ، ومن حق العبادة أن تكون حسنة ، ومرادة لله تعالى (٢) ، وليس كذلك ما كان من باب المعاملات ، وهذا إذا كان النهي عن الشيء لعينه كبيع الغرر ،
__________________
ـ بينهم ، ارتحل لطلب العلم إلى العراق ، ولم ينقلب إلا وهو أعلم من هو فيه ، وكان من أعضاد المتوكل أحمد بن سليمان ، وكان له العناية العظمى في إزالة مذهب المطرفية ، قيل : على أهل اليمن نعمتان لرجلين ، الأولى للهادي عليهالسلام أخرجهم من الجبر ، والثانية للقاضي جعفر لإخراجهم من التطريف ، وفي مطلع البدور : هو شيخ الإسلام ، ناصر الملة ، شمس الدين ، وارث علوم الأئمة ، شيخ الزيدية ، وعالمهم ، ومحدثهم ، طال ما مدحه المنصور بالله فيقول : قال العالم ، وهو الذي أخرج كتب الأئمة الحديثية ، ووصل اليمن بخمسة وعشرين ألف حديث.
من كتبه الكثير في الرد على المطرفية ، وله النكت وشرحها ، وإبانة المناهج نصيحة الخوارج ، ومقاود الإنصاف [في الرد على المطرفية] والبالغة في أصول الفقه ، ومصنفاته إلى أربعين فصاعدا ، وأخذ عليه أمة من السادة ، والعلماء منهم الإمام المتوكل [على الله أحمد بن سليمان] والأميرين بدر الدين ، وشمس الدين ، وغيرهم ، والشيخ الحسن الرصاص ، وسليمان بن ناصر ، ومحي الدين بن الوليد وغيرهم ، ولم يزل مدرسا بسناع حده حتى توفي سنة ٥٧٣ ه وقبره بها مشهور.
(١) الرازي هو : أحمد بن علي الرازي أبو بكر الجصاص ، الحنفي ، قال المنصور بالله : لم يكن قبله ولا بعده في الفقهاء مثله ورعا وتصنيفا ، وزهدا ، وحمل على أن يتولى فأبى من ذلك ، وتهدد فأبى ، وله مصنفات كثيرة ، وشرح كتب محمد بن الحسن ، وكان يأمر غيره بكتب كتب الفقه ، ويكتب كتب الكلام بخطه ، ويقول : أتقرب إلى الله بذلك» ذكره المنصور بالله في طبقات المعتزلة ، توفي سنة سبعين وثلاثمائة.
(٢) في الفصول ١٤٩ (ويدل النهي في الأول على القبح مؤكدا في العقليات ، وعليه وعلى الفساد في الشرعيات).