المسمى بكتاب الروضة والغدير ، وهو كما قال ـ رحمهالله ـ : إنه تصنيف لم يسبق إليه ، وتأليف لم يزاحم عليه ، وهو السيد عز الدين (١) بن محمد بن الهادي بن تاج الدين بن الأمير بدر الدين محمد بن أحمد بن يحي بن يحي. وكان ترتيبه لهذا الكتاب على ترتيب القرآن.
ثم إن بعض السادة الفضلاء من إخوانه (٢) رتبه على ترتيب الفقه. فلم أجد هذا الكتاب محيطا بآيات في الكتاب الكريم منطوية على الإيجاب والندب والتحريم. ولا كشف الأمير فيه بيان الوجوه التي تستخرج بها الأحكام ، ولا أشار الى الآلات (٣) التي تقطتف بها ثمرات الأكمام ، فحينئذ تتبعت كل آية من كتاب الملك العلام ، واستقريت ما برهنها به عيون علماء الإسلام ، فكملت في هذا الكتاب بتوفيق الله ما نقص من المرام.
وعلى الله سبحانه التوكل في الافتتاح والاختتام.
وعدد ما ذكر من الآيات في كتاب الروضة والغدير في سورة البقرة
__________________
(١) عز الدين بن محمد هو : محمد بن الهادي بن تاج الدين أحمد بن بدر الدين محمد اليحيوي ، الحسني. أحد علماء الزيدية الكبار في القرن السابع وأوائل الثامن ، عاصر الإمام المطهر بن يحيى ، وكان أميرا كبيرا ، تولى عدة مناصب ، واشتغل بعلوم القرآن وغيرها من العلوم ، بعد أن أخذ عن شيوخ عصره ، ومنهم والده الأمير المقتدر الهادي ، وعن الأمير المؤيد بن أحمد ، ومن تلاميذه الإمام محمد بن المطهر ، وصنّف المصنفات ، مات في بلاد بني جماعة سنة ٧٢٠ ه عن سبعين سنة فيكون مولده سنة ٦٥١ ه
(٢) هو أحمد بن الأمير بدر الدين محمد بن أحمد بن تاج الدين ، وهو صنو الامام إبراهيم بن تاج الدين أحمد بن محمد بن أحمد بن يحي بن يحي بن الناصر بن الحسن بن عبد الله بن محمد بن القاسم بن أحمد بن الهادي إلى الحق يحي بن الحسين بن القاسم.
(٣) الآلات : المراد بها هنا القواعد ، التى على مقتضاها تستخرج الاحكام.