من جلد الميتة ، بقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (أيما إهاب دبغ فقد طهر) (١) ورجح هذا الأمير الحسين عليهالسلام.
ومن نجّسه تأول الحديث بأن المراد طهارة جلد المذكاة من العفونات (٢) ؛ لأنه معارض بقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (لا ينتفع من الميتة بإهاب ولا عصب) وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا ينتفع من الميتة بشيء» (٣).
تنبيه خامس
في جلد ما ذكي من غير المأكول ، هل يطهر بالتذكية لعموم قوله تعالى في سورة المائدة : (إِلَّا ما ذَكَّيْتُمْ) [المائدة : ٣] أو لا يطهر لدخوله في اسم الميتة؟
قلنا : ذهب مالك وأبو حنيفة ، واختاره الإمام يحي عليهالسلام ، وقال : إنه تخريج صاحب الوافي (٤) ، إنه يطهر لعموم الآية ، و «ما» من أدوات العموم ، قال أبو حنيفة : هذا في غير الآدمي والخنزير.
__________________
(١) أخرج نحوه مسلم في كتاب الطهارة ، باب طهارة جلود الميتة ، وأبو داود ٤ / ٦٦ رقم ٤١٢٣ ، بلفظ (إذا دبغ الإهاب فقد طهر) وابن ماجه ٢ / ١١٩٣ وأحمد في الفتح الرباني ١ / ٢٣٠ رقم ٤٩. ح / س.
(٢) يعني الطهارة اللغوية ، وهي النظافة.
(٣) يقال : هو من العموم المخصوص ، أو من المطلق المقيد.
(٤) الوافي : كتاب في الفقه للشيخ علي بن بلال ، مولى السيدين. (رجال شرح الأزهار).
وعلي بن بلال هو : علي بن بلال الآملي الزيدي ، مولى السيدين الأخوين المؤيد بالله ، وأبي طالب ، كان هذا الشيخ من المتبحرين المبرزين في فنون عديدة ، حافظا للسنة ، مجتهدا ، محصلا للمذهب ، وملئت كتب الأصحاب بذكره ، وهو الذي يعرف بصاحب الوافي ، وله مصنفات نفيسة منها : الوافي في الفقه ، وقد أكثر الرواية منه في شرح الأزهار ، ومنها شرح الأحكام ، من أجل الكتب ، مسند الأحاديث ، وفيه ما يكشف عن معرفته ، وحفظه للأسانيد ، واطلاعه على علم الحديث ، وقد نقل ـ