أهل البيت عليهمالسلام ، وهو رواية عن عائشة ، وابن عمر (١) ، وأحمد بن حنبل ، فقد أجرى له حكم الميتة ، وأيد ذلك بقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : (لا ينتفع من الميتة بجلد ولا عصب) (٢).
وأما من حكم بطهارته ، وذلك مذهب عامة الفقهاء ، قال في الشفاء : وهذا مروي عن الحسين بن علي (٣) ، وزيد بن علي ، وأحمد بن عيسى ، وهو أيضا مروي عن علي عليهالسلام ، وابن مسعود ، فقد تمسكوا بوجهين.
الأول : قوله تعالى في سورة النحل : (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً) [النحل : ٨٠] فعم المذكى من الأنعام وغيره ، وأجيب بأن «من» للتبعيض فلا عموم
الوجه الثاني : أن بناء العام على الخاص واجب ، وقد خص ما دبغ
__________________
(١) أبن عمر : هو عبد الله بن عمر بن الخطاب ، القرشي ، العدوي ، أبو عبد الرحمن ، أسم بمكة مع إسلام أبيه ، وهاجر وهو ابن عشر ، وشهد الخندق ، وما بعدها ، وكان زاهدا ، عابدا ، قال جابر : ما منا أحد إلا مالت به الدنيا ، ومال بها إلا عبد الله بن عمر ، قال مولاه نافع : ما مات ابن عمر حتى أعتق ألف إنسان ، أو زاد ، وروى عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم الكثير ، وهو من أهل الألوف ، واعتزل الحروب ، ولم يحارب مع علي عليهالسلام ، قال المنصور بالله : ثم ندم على ذلك ، وروي أنه قال : ما أندم على شيء مثل ندمي على قتال الفئة الباغية ، وكان يفضل عليا ، وينشر فضله ، مات بمكة زمن عبد الملك سنة ٧٣ ه وهو ابن ٨٤ ه وأوصى أن يدفن ليلا ، لئلا يحضره الحجاج.
(٢) أخرجه أبو داود ٤ / ٦٧ رقم ٤١٢٧ ، وابن ماجه ٢ / ١١٩٤ رقم ٣٦١٣ ، وأحمد في الفتح الرباني ١ / ٢٣٦ رقم ٦٢ بطرق متعددة. ح / س.
(٣) في ب (عن علي بن الحسين بن علي) وما أثبتناه ما في النسخة أ.
والحسين بن علي هو : الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ، أبو عبد الله ، سبط رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وريحانته ، والإمام قام أو قعد ، حفظ عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأخبر المصطفى بأنه سيقتل شهيدا ، واستشهد عليهالسلام يوم عاشوراء سنة ٦١ ه وله ست وخمسون سنة بكربلاء ، قتله شمر بن ذي الجوشن ، وأنس النخعي ، وأمير الجيش عمر بن سعد ، صب الله غضبه عليهم أجمعين.