الإمتثال تكبرا أو استخفافا بالنبي يكفر ، لأن إبليس جمع هذه الأشياء من الاستكبار ، وفي ذلك استخفاف ، ورد للحكمة ، لقوله : (خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) [الأعراف : ١٢] وأما مجرد الامتناع من السجود ؛ فإنه لا يوجب الكفر ، وإن أمر به وأوجب عليه ، ولهذا من ترك الصلاة غير مستخف ولا مستحل لا يكفر عند جماهير العلماء ، خلافا لما حكي عن أحمد ، وإسحاق (١) ، والنخعي (٢) ، وعبد الله بن المبارك (٣) ، وأبي أيوب
__________________
(١) إسحاق : إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن مخلد الحنظي ، أبو محمد بن راهوية المروزي الحافظ الإمام في الحديث ، وراهويه ، قال في المغني : براء ، وهاء ، وواو مفتوحتين ، وسكون ياء ، وكسر هاء ثانية على الأشهر ، ويقال : بضم هاء ، وفتح تحتية ، سمي به لأنه ولد في طريق مكة.» قال في التقريب : ثقة ، حافظ ، مجتهد ، قرين أحمد بن حنبل ، ذكر أبو داود أنه تغير قبل موته بيسير ، مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين ، وله اثنان وسبعون سنة ، قال إسحاق : أنا أحفظ سبعين ألف حديث ، وأذاكر في مائة ألف حديث ، وما سمعت شيئا إلا حفظته ، ولا حفظت شيئا فنسيته ، ولد سنة ١٦١ ه ومات ليلة النصف من شعبان سنة ٢٣٨ (الجنداري).
(٢) إبراهيم بن يزيد بن قيس النخعي ، التابعي ، أبو عمران الفقيه ، أدخل على عائشة وهو صبي ، وأرسل عن علي عليهالسلام ، ولد سنة خمس وأربعين ، قال الأعمش :» كان صيرفيا ـ أي : نقادا ـ في الحديث ، وقال الشعبي لما بلغه موت إبراهيم : «ما خلف بعده مثله» توفي سنة خمس وتسعين ، كهلا ، خرج له الجماعة ، وأئمتنا عليهمالسلام. ولد سنة ٤٦ ه وتوفي سنة ٩٦ ه وقيل : ٩٥ ه (تراجم شرح الأزهار).
(٣) عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي ، مولاهم أبو عبد الرحمن المروزي الحافظ ، روى عن هشام ، وسلمان التيمي ، وخلق ، وعنه سفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، ومحمد بن الحسن ، وأمم ، وهو حافظ زمانه في الحديث ، ونقد الرجال ، أحد علماء الجرح والتعديل ، حج سنين متعددة ، وله زهد مشهور ، اتفقوا على ثقته وجلالته ، ووثقه المؤيد بالله ، وصنف كتبا كثيرة ، مولده سنة ١١٨ ه ومات سنة مائة وإحدى وثمانين ، خرج له الجماعة ، وأئمتنا الأربعة.
(الجنداري).