وقد ذكر بعض المفرعين للمذهب : أن من سب إماما أو عالما فسق (١).
الحكم الثاني في السجود لغير الله تعالى :
وقد حكى الله تعالى هنا أمره للملائكة بالسجود لآدم ، وكذا في سورة الكهف في قوله تعالى : (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) [الكهف : ٥٠] وورد في سورة يوسف في قوله تعالى : (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً) [يوسف : ١٠٠] وفي سورة (ص) في قوله تعالى : (إِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ) [ص : ٧١ ـ ٧٤].
وظاهر الدلالة من هذه الآيات أن مجرد السجود تعظيما ليس بكفر ، وأنه جائز ، ولكن الاحتجاج بهذه الآيات يحتاج إلى معرفة صفة السجود لآدم ، وليوسف المذكور في الآيات الكريمة ، وذلك لأن السجود يقع على وجوه :
وهي أن يكون على وجه العبادة للسجود له ، وهذا لا يجوز لغير الله تعالى ؛ لأنه إشراك في العبادة ، قال في المحيط (٢) : الكفر بالجوارح نحو عبادة الأصنام ، فأما ما كان لغير الله تعالى من الملائكة والبشر ، كالسجود لآدم عليهالسلام ويوسف فليس على وجه العبادة.
__________________
(١) ولعل الدليل على ذلك التواتر المعنوي بما ورد في هلاك من فعل ذلك ، والله أعلم ، وإلا فلا دليل صريحا قاطعا بذلك ، فليتأمل.
(٢) المحيط : لعله أراد محيط القاضي عبد الجبار ، وفي حاشية في بعض النسخ (أما صاحب المحيط فهو علي بن الحسين ، من معاصري الإمام أبي طالب ، ولعل النقل من الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار ، وشرحها للسيد ما نكديم.