وقال أحدهم :
أنظر إلى لطف الكريم ومنّه |
|
فقال : يوليك
غيثاها جلاً وغياثا |
وقالوا : الأرض
تبسم والزهو تضاحكت |
|
فقال : فكأن ذي
عطشى وتلك غراثا |
وهكذا استمرّ حتى تضاحكوا وشهدوا له بالتفوق. وحضرت معه في مجلس وكان يقرأ احد الحاضرين موضوعاً للمنفلوطي مصطفى في كتابه ( النظرات ) وعنوان المقال ( الغد ) وعندما فرغ أخذ السيد الأعرجي مضمون المقال وحوّله إلى شعر فقال :
يا ناسج الرداء
أنت آمنٌ |
|
من أن يكون
كفناً لك الردا |
ولابس الثوب
لتختال به |
|
قل لي متى أمنتَ
نزعه غدا |
...
يا صاح إن المرء
لا يعلم ما |
|
يجيء فيه غده
كأمسه |
من داره يخرج لا
يدرى إلى |
|
العتبة أم إلى
شفير رمسه (١) |
ويغرس البستان
لا علم له |
|
أن لا يكون
آكلاً من غرسه |
ويجمع المال
ولكن كله |
|
يكون بعده لزوج
عرسه |
...
كانني بالغد وهو
رابضٌ |
|
ينظر بالهزء إلى
آمالنا |
يرى على الدنيا
تكالباً لنا |
|
فينثني يضحك من
أحوالنا |
ثم يرانا لم نزل
في غفلة |
|
ليس نفيق قط من
إغفالنا |
فينثني يصفق راح
كفه |
|
تعجباً للسوء من
أفعالنا |
__________________
١ ـ إذ أن من قول المنفلوطي : لقد غمض الغد عن العقول حتى لو أن انساناً رفع قدمه ليضعها في خروجه من باب قصره لا يدري أيضعها على عتبة القصر أم على حافة القبر.