بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا. وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي) الاية : ٤ ـ ٥.
انما أضاف الوهن الى العظم [لان العظم] مع صلابته إذ كبر ضعف وتناقص فكيف باللحم والعصب. وقيل : شكا البطش وهو لا يكون الا بالعظم.
والآل خاصة الرجل الذين يؤول أمرهم اليه ، وقد يرجع اليه أمرهم بالقرابة تارة وبالصحبة أخرى وبالدين والموافقة فيه ، مثل آل النبي.
والجعل على أربعة أقسام :
أحدها : بمعنى الأحداث كقولهم «جعل البناء» أي : أحدثه.
والثاني : احداث ما يتغير به ، كقولهم «جعل الطين خزفا» أي : أحدث ما به يتغير.
الثالث : أن يحدث فيه حكما ، كقولهم «جعل فلانا فاسقا» أي : بما أحدث من حكمه.
الرابع : أن يدعوه الى أن يفعل ، كقولهم «جعل يقتل زيدا» أي : بما أمره به ودعاه الى قتله.
ومعنى «واجعله رب رضيا» اجعل ذلك الولي الذي يرثني مرضيا عندك ممتثلا لأمرك عاملا لطاعتك.
وفي الاية دلالة على أن الأنبياء يورثون المال ، بخلاف ما يقول مخالفنا أنهم لا يورثون ، لان زكريا صرح بدعائه وطلبه من يرثه ويحجب بني عمه وعصبه من الولد.
وحقيقة الميراث انتقال ملك المورث الى ورثته بعد موته بحكم الله ، وحمل ذلك على العلم والنبوة خلاف الظاهر ، على أن العلم والنبوة لا يورثان ، لان النبوة تابعة للمصلحة لا مدخل للنسب فيها ، والعلم موقوف على من يتعرض له ويتعلمه.