فُرُوجٍ) الآيات : ٦ ـ ١١.
أي : ليس فيها فتوق يمكن السلوك فيها ، وانما يسلكها الملائكة بأن يفتح لها أبواب السماء إذا عرجت اليها.
وقوله (رِزْقاً لِلْعِبادِ) الرزق هو ما للحي الانتفاع به على وجه ليس لغيره منعه منه ، والحرام ليس برزق ، لان الله تعالى منع منه بالنهي والحظر ، وكل رزق فهو من الله تعالى ، اما بأن يفعله أو يفعل سببه ، لأنه مما قد يريده وقد يرزق الواحد منا غيره ، كما يقال : رزق السلطان الجند.
فصل : قوله (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحابُ الرَّسِّ) الآيات : ١٢ ـ ١٥.
أصحاب الرس هم أصحاب البئر الذين قتلوا نبيهم ورسوه فيها ، في قول عكرمة. وقال الضحاك : الرس بئر قتل فيها صاحب ياسين.
وقوله : (وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ) هم قوم شعيب ، والايكة الغيظة.
وقوله (أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ) يقال : عييت بالأمر إذا لم يعرف وجهه ، وأعييت إذا تعبت ، وكل ذلك من التعب في الطلب.
فصل : قوله (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ. إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ) الآيات : ١٦ ـ ١٧.
قال ابن عباس ومجاهد : الوريد عرق في الحلق ، وهما وريدان في العنق عن يمين وشمال. وقال الحسن : الوريد الوتين ، وهو عرق معلق به القلب ، فالله أقرب الى المؤمن (١) من قلبه.
وقوله (يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ) يعني الملكين الموكلين بالإنسان عن يمينه وشماله قعيد. وانما وحد (قَعِيدٌ) لاحد أمرين :
أحدهما : أنه حذف من الاول لدلالة الثاني عليه ، كما قال الشاعر :
__________________
(١). في التبيان : المرء.