قال قتادة : كان مسيرها به الى انتصاف النهار في مقدار مسير شهر ، ورواحها شهر من انتصاف النهار الى الليل في مقدار مسير شهر.
وقال الحسن : كان يغدو من الشام الى بيت المقدس ، فيقيل بإصطخر من ارض أصبهان ، ويروح منها فيكون بكابل.
«وأسلنا له عين القطر» قال ابن عباس وقتادة : أذبنا له النحاس. والقطر النحاس.
فصل : قوله (فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ) الاية : ١٦.
لما أخبر الله تعالى عن سبأ ، وهي القبيلة من اليمن أنه أنعم عليهم بالجنتين وبالبلدة الطيبة ، وأمرهم بشكر نعمه (فَأَعْرَضُوا) عن ذلك ، جازاهم الله على ذلك بأن أرسل عليهم سيل العرم ، وسلبهم تلك النعمة ، وأنزل بهم البلية.
والسيل الماء الكثير الذي لا يمكن ضبطه ولا دفعه.
وقيل : العرم ماء كثير أرسله الله في السد ، فشقه وهدمه ، قال الراجز :
أقبل سيل جاء من أمر الله |
|
يحرد حرد الجنة المغلة (١) |
وقيل : ان العرم المسناة التي تحبس الماء واحدها عرمة ، وهو مأخوذ من عرامة الماء ، وهو ذهابه كل مذهب ، قال الأعشى :
ففي ذلك للمؤتسي اسوة |
|
ومأرب قفى عليه العرم |
رجام بنته له حمية |
|
إذا جاء ماؤهم لم ترم |
وقيل : كان سببه زيادة الماء حتى غرقوا به. وقيل : كان سببه نقب جرذ نقب عليهم السكر. وقيل : العرم السكر.
وقيل. المطر الشديد. وقيل : هو اسم واد. وقيل : هو الجرذ الذي نقب
__________________
(١). اللسان «غلل».