(وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ) معناه : هلكت ثمرتهم عن آخرها ولم يسلم منها شيء ، كما يقال : أحاط بهم العدو إذا هلكوا عن آخرهم.
ومعنى (يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ) أي : يتحسر على ما أنفق في عمارتها (وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها) معناه : حيطانه قائمة لا سقوف عليها ، لأنها انهارت فصارت في قرارها ومثله قولهم : وقعت الدار على سقوفها. أي : أعلاها في أسفلها.
والعروش الابنية. وقيل : العروش السقوف ، فصار الحيطان على السقوف.
فصل : قوله (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) الاية : ٥٠.
قوله (كانَ مِنَ الْجِنِّ) معناه : صار من الجن المخالفين لأمر الله.
وقال قوم : ذلك يدل على أنه لم يكن من الملائكة ، لان الجن جنس غير الملائكة ، كما أن الانس غير جنس الجن.
ومن نصر (١) أنه كان من الملائكة يقول : يعني كان من الجن ، يعني من الذين يستترون عن الأبصار ، لأنه مأخوذ من الجن وهو الستر ، ومنه المجن لأنه يستر الإنسان.
وقال ابن عباس : نسب الى الجنان التي كان عليها ، كقولك كوفي وبصري.
وقال غيره : بل كانت قبيلته التي كان منها يقال لهم الجن ، وهم سبط من الملائكة فنسب اليهم.
وقوله : (فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) معناه : خرج عن أمر ربه الى معصيته بترك السجود لآدم.
وأصل الفسق الخروج الى حال تضر ، يقال : فسقت الرطبة إذا خرجت من قشرها. وفسقت الفأرة إذا خرجت من حجرها.
__________________
(١). في التبيان : زعم.