فصل : قوله (يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ) الاية : ١٠٤.
السجل الصحيفة تطوى على ما فيها من الكتابة ، فشبه الله تعالى طي السماء يوم القيامة بطي الكتاب ، في قول ابن عباس ومجاهد.
وقال ابن عمرو السدي : السجل ملك يكتب أعمال العباد.
وقال ابن عباس : في رواية السجل كاتب كان لرسول الله صلىاللهعليهوآله.
سورة الحج
فصل : قوله (يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) الاية : ٢.
قال الفراء والكوفيون : يجوز أن يقال : مرضع بلا هاء ، لان ذلك لا يكون في الرجال فهو مثل حائض وطامث.
وقال الزجاج وغيره من البصريين : إذا أجريته على الفعل قلت أرضعت فهي مرضعة ، فإذا قالوا مرضع ، فالمعنى انها ذات رضاع. وقيل : في قولهم حائض وطامث معناه انها ذات حيض وطمث.
وقال قوم : إذا قلت مرضعة ، فانه يراد بها أم الصبي المرضع ، وإذا أسقطت الهاء فانه يراد بها المرأة التي معها صبي مرضعة لغيرها.
والمعنى : ان الزلزلة شيء عظيم في يوم ترون فيها الزلزلة على وجه (تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ) أي : يشغلها عن ولدها اشتغالا بنفسها وما يلحقها من الخوف.
وقال الحسن : تذهل المرضعة عن ولدها لغير فطام وتضع الحامل لغير تمام.
فصل : قوله (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ) الاية : ٥.
قال الحسن : المعنى خلقنا آدم من تراب الذي هو أصلكم وأنتم نسله. وقال قوم : أراد به جميع الخلق ، لأنه أراد به خلقهم من نطفة ، والنطفة يجعلها الله من