وقوله «ولا يلتفت منكم أحد» قيل : في معناه قولان :
أحدهما : قال مجاهد : لا ينظر وراءه أحد ، كأنهم تعبدوا بذلك بالنجاة بالطاعة في هذه العبادة.
والاخر قال أبو علي : لا يلتفت منكم أحد الى ماله ولا متاعه بالمدينة وليس المعنى لا يلتفت من الرؤية ، كأنه أراد أن في الرؤية عبرة فلم ينهوا عنها ، وانما نهوا عما يفترهم عن الجد في الخروج من المدينة.
فصل : قوله (فَلَمَّا جاءَ أَمْرُنا جَعَلْنا عالِيَها سافِلَها) الاية : ٨٢.
قيل : في معنى (سِجِّيلٍ) ثمانية أقوال : أحدها ـ أنها حجارة صلبة ليست من جنس حجارة الثلج والبرد. وقيل : هو فارسي معرب سنك وكل ، ذكره ابن عباس وقتادة ومجاهد وسعيد بن جبير.
وقال الفراء : من طين قد طبخ حتى صار بمنزلة الأجر.
سادس الأقوال من السجل وهو الكتاب ، فتقديره من مكتوب الحجارة ، ومنه قوله (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ. وَما أَدْراكَ ما سِجِّينٌ. كِتابٌ مَرْقُومٌ) (١) وهي حجارة كتب الله أن يعذبهم بها ، اختاره الزجاج.
وقوله «مسومة» يعني : المعلمة ، وذلك لأنه جعل فيها علامات تدل على أنها معدة للعذاب فأهلكوا بها. وأصل المسومة السيماء وهي العلامة ، وذلك أن الإبل السائمة يختلط في المرعى ، فيجعل عليها السيماء لتمييزها.
فصل : قوله (وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ إِنِّي أَراكُمْ بِخَيْرٍ) الاية : ٨٤.
قوله «اني أراكم بخير» يعني : برخص السعر ، وحذرهم من الغلاء. والنقصان أخذ الشيء عن المقدار ، والزيادة ضم الشيء الى المقدار ، وكله خروج عن المقدار ونقصه عنه.
__________________
(١). سورة المطففين : ٧ ـ ٩.