على وجه الاستخفاف به ، فلذلك نهاهم عنه.
وجهر الصوت أشد من الهمس ، ويكون شديدا وضعيفا ووسطا. والجهر ظهور الصوت بقوة الاعتماد ، ومنه الجهارة في المنطق.
فصل : قوله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ) الاية : ٦.
قال ابن عباس ومجاهد ويزيد بن رومان وقتادة وابن أبي ليلى : نزلت الاية في الوليد بن عقبة بن أبي معيط لما بعثه رسول الله في صدقات بني المصطلق ، خرجوا يتلقونه فرحا به وإكراما له ، فظن أنهم هموا بقتله ، فرجع الى النبي عليهالسلام فقال : انهم منعوا صدقاتهم وكان الامر بخلافه.
وفي الاية دلالة على أن خبر الواحد لا يوجب العلم ولا العمل ، لان المعنى ان جاءكم فاسق بالخبر الذي لا تأمنون أن يكون كذبا فتوقفوا فيه.
وهذا التعليل موجود في خبر العدل ، لان العدل على الظاهر يجوز أن يكون كاذبا في خبره ، فالأمان غير حاصل في العمل بخبره.
وفي الناس من استدل به على وجوب العمل بخبر الواحد إذا كان راويه عدلا ، من حيث أنه أوجب تعالى التوقف في خبر الفاسق ، فدل على أن خبر العدل لا يجب التوقف فيه.
وهذا الذي ذكروه غير صحيح ، لأنه استدلال بدليل الخطاب ، ودليل الخطاب ليس بدليل عند جمهور العلماء. ولو كان صحيحا ، فليست الاية بأن يستدل بدليلها على وجوب العمل بخبر الواحد إذا كان عدلا ، بأولى من أن يستدل بتعليلها في رفع الامان من أن يصاب بجهالة إذا عمل بها على أن خبر العدل مثله ، على أنه لا يجب العمل بخبر الواحد وان كان راويه عدلا.
فان قيل : هذا يؤدي الى أن لا فائدة في إيجاب التوقف في خبر الفاسق إذا