بالركوع والسجود والقيام والقعود ، في قول ابن عباس وقتادة ، وفي رواية أخرى عن ابن عباس أن معناه أنه أخرجك من نبي الى نبي حتى أخرجك نبيا.
وقال قوم من أصحابنا : أنه أراد تقلبه من آدم الى أبيه عبد الله في ظهور الموحدين لم يكن فيهم من سجد لغير الله.
فصل : قوله (وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ) الاية : ٢٢٤.
قيل : ان الشعراء المراد به القصاص الذين يكذبون في قصصهم ويقولون ما يخطر ببالهم.
وقوله (أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ) أي : هم لما يغلب عليهم من الهوى كالبهائم على وجهه في كل واد يعن له ، وليس هذا من صفة من عليه السكينة والوقار ، ومن هو موصوف بالحكم والعقل. والمعنى أنهم يخوضون في كل فن من الكلام والمعاني التي تعن لهم.
وقال ابن عباس وقتادة : في كل لغو يخوضون ويمدحون ويذمون بفنون (١) بالباطل.
وقال الجبائي : معناه يصغون الى ما يلقيه الشيطان اليهم على جهة الوسوسة.
وقيل : انما صار الأغلب على الشعراء الغي باتباع الهوى ، لان الذي يثبت الشعر في الأكثر العشق ، ولذلك يفتتح بالتشبيب ، مع أن الشاعر يمدح للصلة ويهجو على جهة الحمية ، فيدعوه ذلك الى الكذب ووصف الإنسان بما ليس فيه من الفضائل والرذائل.
سورة النمل
فصل : قوله (إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ فَهُمْ يَعْمَهُونَ) الاية : ٤.
__________________
(١). في التبيان : يعنون.