السقيفة وتمسّكه بقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ الأئمة من قريش» ولم ينكر عليه أحد.
وقول المرتضى (١) : إنّ النظّام والمعتزلة والقاساني والإمامية ينكرون العلم. والظن ممنوع.
والنظّام لم ينكر ذلك بل قال : إجماع الصحابة ليس حجّة ، وكذا سائر شيوخ المعتزلة.
وأمّا الإمامية فالأخباريّون منهم ، مع أنّ كثرتهم في قديم الزمان ما كانت إلّا منهم ، لم يعوّلوا في أصول الدين وفروعه إلّا على أخبار الآحاد المروية عن الأئمة عليهمالسلام.
والأصوليون منهم كأبي جعفر الطوسي (٢) وغيره وافقوا على قبول خبر الواحد ، ولم ينكر سوى المرتضى (٣) وأتباعه ، لشبهة حصلت لهم منعتهم من اعتقاد الضرورة.
والعمل بتلك الأخبار ظاهر للضرورة القاضية بأنّ الجمع العظيم إذا اشتبه عليهم أمر من الأمور ، ثمّ إنّهم عند سماع شيء يوهم أنّه هو الدليل يذكرون شيئا آخر هو الدّليل حقيقة ، فإنّه يستحيل اتّفاقهم على السكوت عن ذلك الدّليل ، ورفع ذلك الوهم الباطل.
قوله : من الصحابة من رد خبر الواحد.
__________________
(١) نقله عنه الرازي في المحصول : ٢ / ١٨٨.
(٢) عدة الأصول : ١ / ١٠٠.
(٣) الذريعة في أصول الشريعة : ٢ / ٩٨.