الأوّل : أنّ الباري تعالى قادر مختار ، ولا يلزم من وجود القادر المختار وجود أثره معه لجواز أن يخصّصه بوقت دون وقت لا لأمر بخلاف (١) العلّة الموجبة التي لا يجوز تخلّف أثرها عنها ، والضرورة فارقة بين القادر والموجب بهذا المعنى.
الثاني : أنّ ما لا بدّ منه في المؤثّريّة قد كان حاصلا في الأزل إلّا أنّه لا يلزم منه حصول العالم في الأزل ، لأنّ الله تعالى علم أنّه لا يوجد العالم إلّا وقت وجوده ، فلو وجد العالم قبل وجوده لزم مخالفته للعلم ، ومخالفة علم الله تعالى محال.
الثالث : أنّ الله تعالى قد (٢) كان حاصلا في الأزل بشروط المؤثريّة إلّا أنّه أراد إيجاد العالم في وقت وجوده دون ما قبله (٣) ، وإذا تعلّقت الإرادة بإيجاده في وقت خاصّ استحال حصوله (٤) قبل ذلك الوقت.
الرابع : إنّ الزمان من جملة العالم وهو حادث فلا يكون له قبل حتّى يقال : لم لا يوجد قبل أن يوجد.
الخامس : إنّ الله تعالى قد كان حاصلا في الأزل بشروط المؤثريّة إلّا أنّه لم يوجد منه العالم قبل وجوده لاختصاص ذلك الوقت بمصلحة (٥) يستحيل حصولها قبل ذلك الوقت.
السادس : إنّ الله تعالى قد كان حاصلا في الأزل بشروط المؤثريّة إلّا أنّه لم يوجد منه العالم في الأزل لأنّ الأزل ينافي وجود العالم ، ومع حصول المنافي
__________________
(١) في «ر» : (يخالف).
(٢) في «ف» : (وإن) بدل من : (قد).
(٣) في «ج» «ر» «س» «ف» زيادة : (وما بعده).
(٤) في «ف» : (وحصوله).
(٥) في «ب» : (لمصلحة).