أقول :
اختلف الناس في إثبات نفوس (١) البهائم فأثبتها قوم ونفاها آخرون.
احتجّ المثبتون بأنّ البهائم تدرك الامور الجزئيّة فهي مدركة للأمور الكلّيّة لأنّ مدرك المركّب مدرك لأجزائه ، ومدرك الامور الكلّيّة جوهر مجرّد ، والأولى نفيها.
وهذه الحجّة ضعيفة فإنّ كون الكلّي جزءا من الأمر (٢) الجزئي أمر يعتبره العقل ، والبهائم إذ ليس لها عقل فلا تدرك الكلّيّ ، وإن كان جزءا من الجزئي عند العقل.
[الكلام في الجنّ]
قال :
والجنّ أنكرها قوم وعلى قواعدنا ممكنة.
أقول :
اختلف الناس في الجنّ فأثبتها جماعة ونفاها آخرون ، والمثبتون (٣) قالوا : إنّها أجسام (٤) لطيفة قادرة على التشكّل بأشكال مختلفة (٥) ، ومنع (٦) النفاة هذا وقالوا : إنّها إن كانت لطيفة وجب تشويشها (٧) وفساد تراكيبها (٨) ، وإن كانت كثيفة وجب
__________________
(١) في «ب» : (النفوس).
(٢) في «د» : (وأمر الأمر) بدل من : (من الأمر).
(٣) في «س» : (فالمثبتون).
(٤) في «س» : (الأجسام).
(٥) حكاه الرازي في تفسيره ١ : ٧٦ وج ٢ : ١٦٠ ، تفسير البيضاوي ١ : ٢٧٩.
(٦) في «ب» «ج» «س» : (منعهم) ، وفي «د» : (منعوهم).
(٧) في «س» وهامش نسخة «د» : (تشوشها).
(٨) في «ب» «د» : (تراكبها).