مِنْ مِثْلِهِ) (١) مع (٢) توفّر دواعيهم إلى معارضته وإظهار تكذيبه من غير حاجة إلى القتال.
وأيضا فإنّه أخبر بالغيب في قوله : (وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ) (٣).
وأيضا فإنّه روي عنه امور كثيرة خارقة للعادة كانشقاق القمر ، وحنين الجذع ، وإحياء الميّت ، وإطعام الخلق الكثير من الزاد القليل ، ونبوع الماء من بين أصابعه وغير ذلك من الوقائع الكثيرة (٤).
وهذه الوقائع الجزئيّة ، وإن كان كلّ واحد منها غير متواتر ، إلّا أنّها قد اشتركت في معنى كلّيّ منقول بالتواتر ، وهو كونها خارقة للعادة ، أو نقول : إنّ كثرة هذه الأخبار توجب صدق أحدها ، وأيّها كان دلّ على الإعجاز كما في شجاعة عليّ عليهالسلام ، فإنّه لم تنقل الوقائع الجزئيّة بالتواتر ، لكن نقل عنه بالتواتر معنى كلّيّ يشترك (٥) فيه الجزئيّات المنقولة بالآحاد ، فقد ثبت أنّه ظهر على يده المعجزة (٦) ولم يعارضه أحد وإلّا لنقل ، لأنّه من الوقائع المشهورة التي يشتدّ (٧) الدواعي إلى نقلها ، ولمّا لم تنقل دلّ على أنّها لم توجد.
__________________
(١) البقرة : ٢٣.
(٢) (مع) ليست في «ف».
(٣) الروم : ٣.
(٤) حقائق المعرفة في علم الكلام : ٤٢١ ، تقريب المعارف في الكلام للحلبي : ١٠٧ ، كتاب المحصل : ٤٨٩ ، وحكى ذلك المصنّف في مناهج اليقين : ٤١١ ، وأنوار الملكوت في شرح الياقوت : ١٨٦.
(٥) في «س» : (مشترك).
(٦) في «س» : (المعجز).
(٧) في «ف» : (تستند).