قال :
جواب الجبائيين (١) : هي صفات وعوارض لا تؤثّر في التماثل (٢) الذاتي.
أقول :
قد أجاب أبو علي وأبو هاشم عن هذه الشبهة بأنّ كون الفعل طاعة أو عبثا صفة عارضة للفعل واعتبار لاحق به يحصل بواسطة (٣) قصد العبد وهي لا تؤثّر في تماثل الأفعال ، ولا تقتضي الاختلاف الذاتي.
[عدم استحالة اجتماع قادرين على مقدور واحد]
قال :
سؤال للمعتزلة غير أبي الحسين : لا يقدر على (٤) مقدور العبد وإلّا لصحّ (٥) منه خلافه ، إذ هو شأن القادر فيجتمع الضدّان.
أقول :
ذهب جماعة من المعتزلة إلى أنّ الله تعالى لا يقدر على عين (٦) مقدور العبد
__________________
(١) في «د» : (للجبائيين). وهما محمّد بن عبد الوهّاب بن سلام بن خالد مولى عثمان بن عفّان المعروف بأبي علي الجبائي ، نسبة إلى قرية في البصرة ، شيخ المعتزلة في زمانه وابنه عبد السلام بن محمّد بن عبد الوهّاب الجبائي المكنّى بأبي هاشم وكلاهما على مذهب المعتزلة ، مات أبو علي سنة ٣٠٣ هجريّة وابنه أبو هاشم سنة ٣٢١ هجريّة. (الملل والنحل ١ : ٧٣ ، الكنى والألقاب ٢ : ١٤١).
(٢) في «ف» : (المتماثل).
(٣) في «ف» زيادة : (فلا).
(٤) في «ب» زيادة : (عين).
(٥) في «س» : (ولا يصح) بدل من : (وإلّا لصحّ).
(٦) في «ف» : (غير).