قال :
وكذا العدم سؤال المطلق غير متصوّر والمضاف يعرف بواسطة الوجود فهو كسبيّ ، جواب : البديهيّ ما لا يتوقّف على طلب وكسب.
أقول :
العدم أيضا متصوّر بالبديهة (١) وإن كان قد نازع فيه جماعة قالوا : إنّ ما لا ثبوت (٢) له لا يتخصّص (٣) ولا يتميّز عن غيره فكيف يتصوّر؟ (٤)
والحقّ أنّ العدم قد يكون مطلقا ، وذلك غير متصوّر لعدم امتيازه عن غيره بنفسه ، ولا هو مضاف إلى ملكة يتصوّر باعتبار تصوّرها ومنه مضاف وهو (٥) إعدام الملكات ، وهي متصوّرة تبعا لتصوّر ملكاتها.
ثمّ اورد سؤالا على ذلك ، وتقريره : أنّ العدم إمّا مطلق فهو غير متصوّر على ما ذكرتم ، وإمّا مضاف وهو لا يعلم إلّا بواسطة ملكته فلا يكون تصوّره بديهيّا ، وأنتم حكمتم بأنّ تصوّر العدم بديهيّ كالوجود.
والجواب : إنّ البديهيّ هو الذي (٦) لا يتوقّف على طلب وكسب و (٧) ليس هو الذي لا يتوقّف مطلقا ، والعدم المضاف إذا توقّف تصوّره على تصوّر ملكته لا يلزم أن يكون متوقّفا على طلب وكسب.
__________________
(١) في «أ» «ف» : (بالبديهيّة).
(٢) في «ف» : (يتوقّف).
(٣) في نسخة بدل من «ر» : (يتشخّص) ، وفي «ف» : (يتحقّق).
(٤) مباحث العدم مفصّلة في نهاية المرام في علم الكلام للمصنّف ١ : ٥٢.
(٥) في «ج» «ر» : (هي).
(٦) (هو الذي) ليس في «ف».
(٧) الواو غير موجودة في «س».