البصري وغيره إلى أنّها واجبة على العقلاء (١).
والحقّ مذهب الإماميّة ، والدليل عليه أن نقول : الإمامة لطف ، واللطف واجب على الله تعالى ، فالإمامة واجبة على الله تعالى. أمّا الصغرى فلأنّا نعلم أنّ الناس متى كان لهم رئيس يخافون سطوته فإنّهم يكونون إلى الصلاح أقرب ومن الفساد أبعد ، وبالعكس عند خلوّهم من مثل هذا الرئيس ، وأمّا الكبرى فقد مضى بيانها (٢).
[اعتراضات على الإمامة وردّها]
قال :
فإن قلت : متى يكون (٣) لطفا إذا كان ظاهرا أم لا؟ الأوّل مسلّم والثاني ممنوع (٤) ومتى يجب اللطف إذا خلا من جهات القبح أو (٥) لا؟ ولم لا يجوز أن يكون فيه وجه قبح (٦) خفي علينا؟
فإن قلت : هذا يطّرد في كلّ واجب كالمعرفة.
قلت : الفرق أنّ ظنّ الخلوّ كاف (٧) في الوجوب علينا بخلافه تعالى فإنّه لا يجب عليه إلّا إذا علم انتفاء الجميع.
__________________
(١) نقد المحصّل : ٤٠٦.
(٢) انظر الشافي في الإمامة ١ : ٧٢ ، المسلك في أصول الدين : ١٨٨.
(٣) في «أ» : (كان).
(٤) قوله : (الأوّل مسلّم والثاني ممنوع) لم ترد في «أ» «ب» «د».
(٥) في «ب» : (أم).
(٦) في «أ» : (قبيح).
(٧) في «د» : (كان).