الثاني : أنّ (١) العالم كرة فلا يكون هناك جهة (٢) هي فوق حقيقة (٣).
وعن الثاني بالتأويل.
[البحث في الجهة]
قال :
تتمّة : الجهة مقصد المتحرّك ومتعلّق الإشارة فتكون موجودة.
أقول :
لمّا بيّن كونه تعالى ليس في جهة أراد أن يبيّن الجهة ما هي؟ ويبحث عن وجودها (٤) وما يتبع ذلك ، واعلم أنّ الجهة عبارة عن طرف الامتداد باعتبار توجّه الحركة إليه أو الإشارة ، وهي موجودة ، واستدلّ عليه الحكماء بوجهين :
الأوّل : أنّ الجهة تقصد بالحركة ، وما ليس بموجود لا يقصد بالحركة ، فالجهة موجودة.
الثاني : أنّ الجهة متعلّق الإشارة الحسيّة ، فيقال : هنا أو هناك ، والإشارة لا تتناول ما ليس بموجود.
قال :
وغير منقسمة (٥) وإلّا عند الوصول إلى المنتصف إن تحرّك عنها فالخلف
__________________
(١) (أنّ) لم ترد في «د».
(٢) في هامش «ب» زيادة : (حقيقيّة).
(٣) في «ر» «ف» : (حقيقيّة).
(٤) في «ف» : (الجهة هي يبحث وجودها) بدل من : (الجهة) إلى هنا.
(٥) في «د» : (منقسم).