وبيان بطلان التالي : أنّ المتحرّك في مسافة لا يعلم ما يفعله من أجزاء الحركة ، ولا ما يفعله من السكون المتخلّل بينها (١) ، إن قلنا : إنّ بطوء الحركات لتخلّل السكنات وإلّا فهو غير (٢) عالم بخصوصيّة الكيفيّة اللاحقة بالحركة (٣) من الشدّة والضعف (٤).
والجواب عن الأوّل : أنّ العلم تابع ، فلا يؤثّر في المتبوع ، وقد مضى هذا مرارا.
وعن الثاني : بالمنع من صحّة هذا الفرض ، ولو سلّمناه لكن لم لا يجوز أن يقال :
إنّ قدرة الله تعالى أولى بالفعل من قدرة العبد ، لأنّ قدرته أقوى من حيث إنّها قدرة على ما لا يتناهى ، وهذا الدليل (٥) نقلوه من دليل التمانع إلى هاهنا ، وهناك يتمشّى من حيث كون الآلهة متساوية القدرة بخلاف هذا الموضع (٦).
وعن الثالث : أنّ الإيجاد لا يستدعي العلم ، فإنّ النار موجدة للإحراق ، والماء موجد للبرودة مع عدم شعورهما ، بل الإيجاد الاختياري مشروط بالعلم ، لكن لا مطلقا ، بل من حيث الإجمال ، ولا يشترط فيه العلم بالعلم أيضا.
[الله تعالى يريد الطاعات]
قال :
مسألة : الله تعالى يريد الطاعات ويكره المعاصي ، لأنّ له داعيا إلى الأوّل ،
__________________
(١) في «ب» «ف» : (بينهما).
(٢) (غير) لم ترد في «د».
(٣) في «ف» : (بالجزئيّة).
(٤) ذكر هذه الوجوه الفخر الرازي في كتاب المحصّل : ٤٥٥ ـ ٤٥٨ ، مقالات الإسلاميين ٢ : ٧٧ ، وانظر المغني في أبواب العدل والتوحيد (التوليد) : ١٢.
(٥) (الدليل) ليس في «ف».
(٦) في «د» : (الوضع).