ونحوهما في الصراحة أخبار عامّية منجبرة بالشهرة ، منها : « نهى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن بيع الثمرة حتى تُشَقِّح » قيل : وما التشقيح؟ قال : « تحمرّ وتصفرّ ويؤكل منها » (١).
ومنها : عن قوله « حتى تزهو؟ » قال : « تحمرّ وتصفرّ » (٢).
خلافاً للماتن في الشرائع والفاضل في الإرشاد (٣) ، فزادا : أو بلوغ غاية يؤمن عليها الفساد. ولعلّه للجمع بين ما مرّ وبين الخبر الذي مرّ ، وفيه : « لا ، حتى يثمر ويؤمن ثمرتها من الآفة » (٤) ونحوه خبران عاميّان (٥).
وضعف الجميع سنداً ، بل ودلالة باحتمال أن يراد بزمان أمن الثمرة من الآفة زمان احمرارها واصفرارها كما صرّح به بعض الأجلّة (٦) ، مع عدم المقاومة لما مرّ جدّاً يضعف الاستناد إليه قطعاً ، مع احتمال إرادة الفاضلين من الترديد التنبيه على تعدّد القولين ، ولم نقف على القائل بالثاني خاصّة ، ولا ريب في ضعفه وإن وجد القائل به ، وعليه فالمرجع فيه إلى العادة.
وربما حدّ في النبوية العامية بطلوع الثريا (٧).
وردّها بالضعف سنداً جماعة (٨) ، وزاد بعضهم القصور من حيث
__________________
(١) صحيح البخاري ٣ : ١٠١ ، سنن البيهقي ٥ : ٣٠١ ، سنن أبي داود ٣ : ٢٥٣ / ٣٣٧٠.
(٢) صحيح البخاري ٣ : ١٠١ ، سنن البيهقي ٥ : ٣٠٠.
(٣) الشرائع ٢ : ٥٢ ، الإرشاد ١ : ٣٦٣.
(٤) التهذيب ٧ : ٩١ / ٣٨٧ ، الإستبصار ٣ : ٨٨ / ٣٠٢ ، الوسائل ١٨ : ٢١٤ أبواب بيع الثمار ب ١ ح ١٢.
(٥) سنن البيهقي ٥ : ٣٠٠ ، سنن أبي داود ٣ : ٢٥٢ / ٣٣٦٨ ، مسند أحمد ٢ : ٤٢ ؛ بتفاوت يسير.
(٦) الحدائق ١٩ : ٣٣٩.
(٧) مسند أحمد ٢ : ٤٢ ، سنن البيهقي ٥ : ٣٠٠.
(٨) منهم : الشهيد الثاني في المسالك ١ : ٢٠٥ ، السبزواري في الكفاية : ١٠٠ ، وصاحب الحدائق ١٩ : ٣٣٥.