أليست المآليّة الملازمة الكائنة في كائن حيّ هي فكرة بلا وعي ، تقود الكائن في مجرى تطوّره؟
يقول مجاهد عبدالمنعم مجاهد على ما ينقله عنه معن زيادة في «الموسوعة الفلسفيّة العربيّة» ج ١ «الاصطلاحات والمفاهيم» ، في مادّة «فِكْر» (تفكير) :
نشاط إنساني يحدث بشكلين رئيسيين : التفكير من أجل الحصول على معرفة بالشيء ، أو التفكير لإعمال العقل بشأن الإرادة ، وبهذا يكون عندنا التأمّل والتدبّر أو القصد .. ولهذا فإنّ أصحاب نزعة الظاهريّات ابتداءً من برنتانو ١٩١٧ ـ ١٨٣٨ يرون أنّ التفكير قصدي ، أي أنّه يتوجّه نحو موضوع ، وهذا الموضوع قد يكون عينيّاً وقد يكون تجرّديّاً ، والتفكير في الموضوع هو تفكير في صفاته أو في علاقاته ..
ويمكن حصر الاتّجاهات التي فسّرت التفكير في خمسة اتّجاهات :
١ ـ الأفلاطونيّة ، وهي ترى أنّ التفكير هو حوار في النفس يتضمّن كلمات ذهنيّة تشير إلى أشكال وإلى أفراد ، وعلى هذا فإنّ التفكير نشاط روحي ..
٢ ـ الأرسطيّة ، ترى أنّ التفكير فعل من أفعال العقل يظهر ماهيّة الشكل أو صورته العقليّة ..
٣ ـ التصوّريّة ، ترى أنّ التفكير نشاط لإبراز المفاهيم أو الأفكار أمام العقل ، وهو إمّا نظري أو يتشكّل من تجريدات الخبرات الحسّيّة ..