قلت : لعلّه يقول : إنّ إحضار المعلومات طريق من طرق التوجّه ، فإنّه يفيد قطع الالتفات إلى غير المطلوب ، ولذا قد يحصل المطلوب بمجرّد التوجّه بدون معلومات سابقة على ما هو طريقة حكماء الهند وأهل الرياضة ، والظاهر هو مذهب أرباب التعاليم ..
قيل : والتحقيق الذي يرفع النزاع من المتقدّمين والمتأخّرين هو أنّ الاتّفاق واقع على أنّ النظر والفكر فعل صادر عن النفس لاستحصال المجهولات من المعلومات ..
ولا شكّ أنّ كلّ مجهول لا يمكن اكتسابه من أيّ معلوم اتّفق ، بل لابدّ له من معلومات مناسبة إيّاه كالذاتيّات في الحدود واللوازم الشاملة في الرسوم والحدود الوسطى في الاقترانيّات وقضيّة الملازمة في الشرطيّات ..
ولا شكّ أيضاً في أنّه لا يمكن تحصيله من تلك المعلومات على أيّ وجه كانت ، بل لابدّ هناك من ترتيب معيّن فيما بينها ومن هيئة مخصوصة عارضة لها بسبب ذلك الترتيب ، فإذا حصل لنا شعور بأمر تصوّري أو تصديقي وحاولنا تحصيله على وجه أكمل ، سواء قلنا إنّ ذلك الوجه هو المطلوب أو أنّ المطلوب ذلك الأمر بهذا الوجه ، فلابدّ أن يتحرّك الذهن في المعلومات المخزونة عنده منتقلاً من معلوم إلى معلوم آخر حتى يجد المعلومات المناسبة لذلك المطلوب وهي المسمّاة بمبادئه .. ثم أيضاً لابدّ أن يتحرّك في تلك المبادئ ليرتّبها ترتيباً خاصّاً يؤدّي إلى ذلك المطلوب ،