النقض بالملاحظة التي عند الحركة الاُولى والثانية ; إذ لا يترتّب عليه التحصيل أصلاً ، بل إنّما يترتّب على الملاحظة التي هي من ابتداء الحركة الاُولى إلى انتهاء الحركة الثانية .. نعم ، يترتّب على الملاحظة بالحركة الاُولى في التعريف بالمفرد وهي فرد منه ، فتدبّر ..
فظهر شمول هذا التعريف أيضاً لجميع الأقسام ..
وأمّا مَن يرى أنّ النظر مجرّد التوجّه إلى المطلوب الإدراكي ، بناءً على أنّ المبدأ عامّ الفيض متى توجّهنا إلى المطلوب أفاضه علينا من غير أن يكون لنا في ذلك استعانة بمعلومات ، فمنهم من جعله عدمياً فقال : هو تجريد الذهن عن الغفلات المانعة عن حصول المطلوب ، ومنهم من جعله وجودياً فقال : هو تحديق العقل نحو المعقولات ـ أي المطالب ـ وتحديق النظر بالبصر نحو المبصرات ..
وقد يقال : كما أنّ الإدراك بالبصر يتوقّف على اُمور ثلاثة : مواجهة البصر ، وتقليب الحدقة نحوه طلباً لرؤيته ، وإزالة الغشاوة المانعة من الإبصار ; كذلك الإدراك بالبصيرة يتوقّف على اُمور ثلاثة : التوجّه نحو المطلوب ـ أي في الجملة ـ بحيث يمتاز المطلوب عمّا عداه كما يمتاز المبصر عن غيره بمواجهة البصر ، وتحديق العقل نحوه طلباً لإدراكه ـ أي التوجّه التامّ إليه ـ بحيث يشغله عمّا سواه كتقليب الحدقة نحو المبصر ، وتجريد العقل عن الغفلات التي هي بمنزلة الغشاوة ..
فإن قلت : الاستعانة بالمعلومات بديهيّة ، فكيف ينكرها؟