طلب الأعمّ الذي هو الظنّ مطلقاً طلب الأخصّ الذي هو الظنّ الغير المطابق ، فلا يلزم طلب الجهل ..
وهذا التعريف يتناول النظر في القصور والتصديق ; لأنّ التصوّر مندرج في العلم ، وكذا التصديق اليقيني مندرج فيه ، فيتناول القطعي باعتبار مادّته وصورته كالنظر القياسي البرهاني والظنّي من حيث المادّة كالنظر القياسي الخطابي ، ومن حيث الصورة كالاستقراء والتمثيل ، وكذا يتناول النظر الصحيح والفاسد ..
اعلم أنّ للنظر تعريفات بحسب المذاهب :
فمَن يرون أنّه اكتساب المجهول بالمعلومات السابقة وهم أرباب التعاليم القائلون بالتعليم والتعلُّم يقولون : إنّ النظر ترتيب اُمور معلومة للتأدّي إلى مجهول ، وبعبارة اُخرى ترتيب علوم إلخ ; إذ العلم والمعلوم متّحدان والترتيب فعل اختياري لابدّ له من علّة غائيّة ، فالباعث على ذلك الفعل التأدّي إلى المجهول يقيناً أو ظنّاً أو احتمالاً فهو الفكر ، فخرج عنه المقدّمة الواحدة ; لأنّ الترتيب فيها ليس للتأدّي بل لتحصيل المقدّمة ، وكذا خرج أجزاء النظر وترتيب الطرفين والنسبة الحكميّة أو بعضها في القضيّة لتحصيل الوقوع واللاوقوع المجهول ، وكذا خرج التنبيهات ، وكذا خرج الحدس ; لأ نّه سنوح المبادئ المرتَّبة دفعةً من غير اختيار ، سواء كان بعد الطلب أوْ لا ، وأيضاً ليس له غاية لعدم الاختيار فيه ..
ودخل فيه ترتيب المقدّمات المشكوكة المناسبة بوجود غرض