تعلّمت أكثر في مشهد كي استثمره أكثر هنا في قم ، وعدت أشعر شعوراً آخر خلاف ما كنت عليه هناك ، حيث لم أجد هناك ما يدفعني بالشكل الفاعل للاستفادة ممّا تلقيته من علوم ودروس ، بخلاف ساحة قم التي وجدتُ فيها فضاءً رحباً وميداناً عملاقاً للعلوم والمعلومات والتخصّصات ، فهي بحقّ بورصة التفاعلات العلميّة والثقافيّة والمعرفيّة ، وما وجود المراجع العظام والفضلاء الكرام والنخب والطاقات الشهيرة ثم سموّ مئات المراكز والمعاهد والمؤسّسات المختصّة إلاّ مؤشّر جلي على سخونة الأجواء وديناميكيّة الحركة العلميّة ... وأمّا الكمّ الهائل من النتاجات المتلوّنة على شتّى السطوح والمستويات وفي مختلف الثقافات والمعارف فهو راشح هذه الحركة الفريدة التي انطلقت بعد انتصار الثورة الإسلاميّة .. غدت قم معقل العلم الأوّل وملاذ الوافدين من كلّ أصقاع العالم ليتزوّدوا من معين معارفها المستقاة من اُصول ومناهج آل البيت (عليهم السلام) ..
ولسنا مستثنين من هذا الفضاء المفعم بالحركة والفاعليّة ، فقد أثّر في اندفاعنا الجمعي والفردي نحو بذل المزيد برفد الأوساط المعرفيّة باُمّهات المصادر والمراجع والآثار خير تأثير ..
ازدادت مراكز ومؤسّسات التحقيق ازدياداً عجيباً ، ورغم السمعة والمكانة التي تمتاز بها مؤسّستنا لكنّنا أصبحنا رقماً بين الأرقام الموجودة بعد ما كنّا رائد الميدان وفرس الرهان الأوّل .. كان علينا صرف الجهد المضاعف للمحافظة على الاعتبار والمنزلة ..