المبادئ والهويّة والمصالح المشتركة ..
ليس الأمر بهذه السهولة والبساطة ، إنّه نتاج وراشح جهد خارق وعزم راسخ وتحمّل كبير وإحاطة وعلم ومعرفة وإيمان وصلابة ، مرتكزة كلّها على اُسّ عميق مؤنته : إفرازات الغريزة واستعداد العقل والثقة العالية بالنفس ..
ولسنا في مقام بيان القسم النبيل والمشروع ـ باعتقادنا ـ من القيم والمبادئ والأهداف ، وصفات العزم والتحمّل والإحاطة والعلم والمعرفة والإيمان والصلابة ، بل نقصد كلا القسمين : النبيل المشروع والدنيء غير المشروع ، فكلّ واحد منهما إن لم يتوفّر على الشروط المهيّئة لانتشاره وبقائه ونموّه لا يمكنه أن يتحوّل إلى فكر ورسالة ومنهج ..
والغريزة إذا ما تختصّ بالقوّة والطموح وسعة الاُفق فإنّها تخلق الثقة العالية بالنفس التي تصنع الجرأة والتحمّل والعزم والإرادة الصلبة نحو تحقيق المرام ، ولعلّ الواحد منّا يمتلكها ولكن بتفاوت في الشدّة والضعف ، فإذا اُضيف إليها الذكاء فإنّهما يكوّنان مركّباً راسخاً منسجماً يسير بإحكام لنيل المقصود ، والذكاء أيضاً فيه منازل ودرجات .... لذا فإذا كانت الغريزة والذكاء حائزين على الخصائص المطلوبة فالأرضيّة الخصبة سرعان ما تينع ثماراً ونتاجاً ..
وباستقراء التأريخ والسيرة والتراجم وأساسيّات الفكر والمعرفة تُظهر النتائج أنّ غلبة الأديان والمذاهب والأفكار والنظريّات وحصول