لا يحتوي فكراً بل تصوّراً دينيّاً للعالم ...
والأصالة ليست كما يقال ارتباطاً بالماضي الذي حوى كلّ شيء وكما يدّعي بعض الأصدقاء ، بل هو أساساً وقبل كلّ شيء وعي بالواقع واتّحاد به ، والتاريخ جزء من الواقع ; لأ نّه ما زال يعمل كرواسب في أعماق الأفراد ..
ليست الأصالة هي البحث عن النوعيّة بأيّ ثمن ، بل رؤية صائبة للواقع باعتباره مرحلة من مراحل التاريخ ..
الأصالة هي اتّحاد بالواقع نفسه وإعادة تفسير للقديم كلّه لخدمة هذا الواقع ، ومن ثم تصبح الأصالة مرادفة للمعاصر ولكنّها معاصرة أعمق جذوراً في التاريخ وأكثر تحقيقاً لوحدة الشخص الوطنيّة ..
يقول فؤاد زكريّا : لمفهوم الأصالة معنيّين رئيسيّين ، بينهما تشابك واتّصال وثيق :
المعنى الأوّل زمني .. فالأصيل أو العريق هو الذي تمتدّ جذوره إلى الماضي وتتأصّل فيه .. بهذا المعنى نتحدّث عن اُسرة أصيلة أو عن فرس أصيل ، فنقصد في الحالتين امتداد الجذور إلى اُصول بعيدة يمكن تتبّعها والزهو بها .. ولكنّ هذا الذي تمتدّ جذوره في الماضي لابدّ أن يكون موجوداً معنا اليوم ، أي لابدّ أن يكون معاصراً .. فالفرس الأصيل هو السليل الذي نراه حولنا ونستطيع أن نتتبّع شجرة نسبه إلى أجداد مشهود لهم بعلوّ المكانة ..