عشر وبداية القرن العشرين ، واعتبرته مقدّساً فلا خروج منه .. إنّها تيّارات سلفيّة اُخرى لا تعيش زمانها ولا تتفاعل معه ..
يقول حسن حنفي : لا تعني الأصالة الإبقاء على القديم بأيّ ثمن حتى ولو كان على حساب المعاصرة بمعنى الاعتزاز بالأصالة بدافع من التشبّث بالماضي والتعصّب له كما يحدث لدى بعض المثقّفين المتعصّبين للإيمان .. فالأصالة لديهم لا تتغيّر في صورتها أو مضمونها ، وقد لا يمنعهم هذا من الإحساس بالمعاصرة ، ولكن تمثّلهم لقضايا العصر يكون أقرب إلى التحزّب والاندفاع والانفعال ; لأ نّهم يؤمنون بالأصالة على هذا النحو العصبي دون أيّ محاولة لعرضها على المستوى النظري .. فالمتّفق على هذا النحو يؤمن بالأصالة ويؤمن بالمعاصرة ولكنّه لا يفعل كليهما معاً ، فهو متديّن قبل أن يكون مثقّفاً ، يؤمن بالدين ولا يعقل الايديولوجيّة ..
ولا تعني الأصالة الحدّ من المعاصرة أو من تبنّي الواقع كلّه كما يحدث في كثير من الأحيان عند تغلّف المعاصرة وتغلّف الواقع الجديد تحت أقنعة من الأصالة ; لأ نّه لا جديد تحت الشمس .. وغالباً ما يكون الدافع لذلك هو الحدّ من تطوّر الواقع وابتلاعه داخل القديم ، ويعقلون المعاصرة ، ويرون الحاضر في مرآة الماضي ، ولكن في هذه الحالة تكون المعاصرة هي البادئة ، وتصبح الأصالة هي التابعة ، ومن ثم تفقد الأصالة دورها في إرساخ قواعد المعاصرة ، وتفقد المعاصرة إمكانيّات تنظيرها ; لأ نّها لن تفهم إلاّ بقدر رؤيتها في مرآة الماضي ، والماضي في معظمه