والاُلفة ويبعث أملاً على التطوّر العلمي وبذل المزيد .. نطقاً ألزمتُ به ذاتي وألزمني الآخرون به ..
نعم ، شددتُ الرحال وهجرت بقعةً طاهرةً هي مهوى القلوب ومحطّ الأفئدة واُنس النفوس ، هجرةً لا أسمح أن تُترجَم جفاءً ، وكيف لي الجفاء وأنا التابع لهم سادتي ومواليّ أهل البيت الذين أذهب الله الرجس عنهم وطهّرهم تطهيرا ، فلا اُفكّر ولا أكتب ولا أنطق إلاّ بوعي الانتماء إلى مبادئهم واُصولهم التي تعني لي الدين بمفهومه الصحيح المبين ..
من الطبيعي أن اُعاني أوّل الأمر وأنا أخوض تجربةً جديدةً على نطاق أهمّ وأوسع ، اُعاني الغربة وصراع التكيّف مع الفضاء الذي يختلف كثيراً عن ذلك الفضاء المحدود البسيط ، صراعاً بمثابة إثبات وجود يمنحني الثقة بنفسي أوّلاً لأنطلق بطاقة مضاعفة ، ويمنحني شهادة ارتياح ذاتي ورضى الذين راهنوا على أدائي وإمكانيّاتي ..
ولابدّ لي أن اُشير إلى نقطة هامّة مفادها : أنّني وإن كنت أظهرتُ إعجاباً بالفضاء الحالي لكنّي لم اُعبّر عن رغبة بالانتقال ، إنّما فكرة الانتقال قد طُرِحت ابتداءً بشكل مباشر من الرأس الأساس ، ثم تابعَتَها وأصرّت عليها محاور رئيسة فيه ، ولم أكن معرضاً عنها إلاّ أنّ بعض الصعاب والموانع كانت تحول دون ذلك ، قد ساهم في تذليلها الرأس الأساس مساهمةً ملموسةً مؤثّرة ، فتوفّرت الأسباب والمقدّمات المناسبة للانتقال الذي حصل بالفعل وصار واقعاً ..