يجب علينا صناعة الفكرة التي تكسب العقل الجمعيّ وتقتحم الميدان العمليّ فتستميل الأنا وتثير الآخر المغوي ، الفكرة الآنيقة الرشيقة التي تُحدِث التأثير وتوجد التغيير ، المستقاة من واقع المبادئ وحقيقة الثوابت ، سلسة الخطاب ، سهلة التلقّي ، بسيطة الأجزاء ، لقمة سائغة ، هنيئة مريئة تمضغها الأفهام والعقول وتترنّم بها الأحاسيس والشعور ; فقد ورد في النصّ الشريف : «خاطبوا الناس على قدر ـ بقدر ـ عقولهم» ..
لابدّ من وضوح الصوت والصورة والكلمة والإشارة .... وضوحاً علميّاً معرفيّاً قيَميّاً تقنيّاً عصريّاً ; كي تنحسر آفاق الضياع وتتضاءل دروب المتاهات ، كي نصنع الفرصة التي تمهّد مقدّمات الإياب إلى فضاء الذات الأصيلة ، فضاء الفطرة التي فطر الله الناس عليها حيث لا معصية ولا جريرة ..
لابدّ أن يفهم الجميع بالإقناع لا بالإسكات : أنّنا اُمّةٌ ورسالةٌ وفكرٌ ونهجٌ متكاملٌ متكيّفٌ متسام فوق المكان والزمان مادامت البشريّة في حركة وحياة وعنفوان .... هكذا هو قدرنا وهكذا هي إرادة السماء حيث خطّتنا ديناً خاتماً لكلّ الأديان وفي ذلك فخرٌ وعزٌّ لا يضاهيه أيّ منصب وعنوان ، والحمد لله المتعال المنّان ..