ومن المؤلم حقّاً أن يكون مجتمعنا أيضاً مأسوراً مقلّداً تابعاً لذاك النتاج جملةً وتفصيلا ، حتى اشرأبّت له الأعناق وخضعت له الرؤى والأفكار وغدا ملاك التطوّر وميزان الحضاريّة ..
نحن لا نرفض ذاك النتاج مطلقاً ولا نقبله مطلقاً ، فلنا قولٌ بالتفصيل مفاده : إنّنا بحكم العقل والمنطق نأخذ ما يتناغم مع اُصولنا وثوابتنا ولا يشكّل برادوكساً مع قيمنا ومبادئنا ; ذلك بعد استخدام الأدوات المنهجية السليمة من العرض والقراءة والتحليل والمقارنة والاستقراء ...
أساس البحث يتمحور حول معرفة موقعنا وترتيبنا وفاعليّتنا في ميدان التواصل التقنيّ الذي غزا الإنسان في عقر داره .... فهل استطعنا النهوض بمشروع أو مشاريع تواصليّة تقنيّة تناسب الظرف وتلبّي الحاجة وتطرح الشكل والمحتوى الصحيح لقيمنا ومبادئنا وأخلاق رسالتنا بحلّة جميلة جذّابة استقطابيّة ممتعة؟
نعم ، أنبثقت عشرات بل مئات المشاريع في هذا المضمار لكنّها تفتقر المزيد وتعاني الضعف المشهود والنقص الكبير ، بل البعض منها وبالٌ علينا وشرٌّ ينبغي التخلّص منه ، فلا زال الطرح والإطار والمضمون دون الطموح بكثير ، ولا زال الفرد منّا في ميل ورغبة الى ذلك الوارد الغريب ، ففيه من الجمال والجاذبيّة والإثارة ما يجعله يكتفي ويشبع حاجته به ثم التأ ثّر بمحتواه الأخلاقي والثقافي ; كوننا لم نمنحه الفرصة المناسبة لتلبية ما يريد فذهب إلى البعيد ولربما دون رجعة من جديد ..