عنده من الخصائص المعهودة التي أهّلته ليكون رحمةً للعالمين ، فلا يضحّي بالجوهر لصالح الظاهر .. وهذا ما لا يختلف فيه اثنان أبداً ..
لنَقُل : إنّنا مع مقولة «الزمكانيّة» وتأثيراتها ، لكنّا هل تمسّكنا بالجوهر فلم نضحّ به لصالح الظاهر؟ هل للمحتوى والمبادئ والاُصول عمق في واقع حركتنا؟ هل هي ذات القيم والأخلاق التي جاء بها النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله)؟ المخاطب هنا النخب المتصدّية ، التي ترجع إليها الناس في اُمورها وقضاياها ، والتي تدوّن وتشافه وتناظر وتحتكّ ، وكلّ من تجلبب بجلباب الدين والشريعة ..
لسنا بصدد الاستقراء والتصويت ، أو الإثارة والفتنة ، بقدر ما هي دعوة جادّة للنخب نحو المراجعة الحقيقيّة لمسؤوليّة التصدّي لاُمور الدين والذبّ عنه ، من حيث الأدوات والآليات ومدى تناغمها مع الجوهر والاُصول وعمقها العلمي والمعرفي ، وإمكانيّة بلورتها عمليّاً ..
إنّ الذي دعاني لهذا الدعوة ما سمعته مؤخّراً من تغريدة سيّئة طالت رجال الدين ، قيل : إنّها متداولة منذ فترة ليست بالقليلة ، مفادها : أنّ الناس قسمان : إمّا من بني آدم ، فهو إنسانٌ يفهم اُصول الإنسانيّة ولوازمها ، أو معمّم!! وبقول البعض : إنّها ردّة فعل قبال وصف رجال الدين لغيرهم : «عوام الناس» المتبادر منها محدوديّة الفهم عند غير رجال الدين ، هذا الوصف الذي أثار ولا يزال يثير سخطاً كبيراً بين مختلف طبقات المجتمع ، ولاسيّما الطبقة الواعية التي لا ترى في رجل الدين سوى انتقاضاً لواقع