منها : الحفاظ على المبادئ والاُصول والقواعد الأساسيّة ..
منها : انتخاب المتابعة التي ننمو معها ولا تتنافى معنا عَقَدياً وأخلاقياً ..
منها : عدم التضحية بالجوهر لصالح الظاهر ..
والأخيرة محور البحث ، وكان القصد من وراء هذه المقدّمة المختزلة الوصول إلى هذه المنطقة من مناطق الصراع عندنا ، حيث يعتقد الكثيرون أنّنا نضحّي على الدوام بالجوهر لصالح الظاهر ..
للتوضيح نقول :
تناقلت المصادر المختصّة قضيّة ذلك الرجل الذي ورد على جمع من المسلمين فقال ـ بما محتواه ـ : من منكم محمّد؟ وذلك لتساوي الجميع آنذاك بالمظهر والملبس ، الأمر الذي يدلّ على تواضع النبيّ (صلى الله عليه وآله) وذوبانه ظاهريّاً بين أصحابه وأتباعه بحدٍّ ما كان يمكن تمييزه عن الآخرين ..
وبقيت هذه القضيّة رائعة من روائع الدين والأخلاق تتناقلها المدوّنات والمشافهات بالفخر والاعتزاز ..
هل نقول إنّ «الزمكانيّة» تفرض علينا الانتقال من ذلك الحال إلى حال اُخرى ، بمعنى : أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) لو كان بيننا اليوم هل يجلس ويلبس كما كان عليه الحال في صدر الإسلام؟ لنفترض ـ جدلاً ـ تمايز النبيّ (صلى الله عليه وآله) بالشكل والمظهر لو كان بيننا اليوم ، لكنّه بلا أدنى شكّ سيبقى بيّناً بما