البيت (عليهم السلام) .... هذا النقص الذي جرّنا وسحبنا طوليّاً بنحو مماثل إلى التعثّر في التعامل السليم مع العديد من الرؤى والمفاهيم والقضايا ، منها على سبيل المصداق لا الحصر : مفهوم «المرجعية الدينية» عموماً من حيث الوجود والامتداد والنيابة العامّة ، ومطالباتها وإيجاباتها وتوقيتاتها و ... على وجه الخصوص ..
لاغرو أنّ مراجعة محطّات التاريخ مراجعةً علميّةً منهجيّةً تكشف لنا حصيلة نوعيّة مؤدّاها : أنّ الصوت المغرّد خارج السرب مهما علا وارتفع فهو خافت إزاء صوت المرجعية الدينية الصادح بمصالح الدين والعباد ..
وليس اليوم بمختلف عن الأمس ، فهاهي المرجعية الدينية تداري وتنصح وتقف على الأخطاء فتعالج وتصحّح وتطرح الحلول الجليّة والسبل الكفيلة بتغيير الأوضاع صوب الأفضل ، فنادت بمبدأ «القبول الواسع» و «تدارك الأخطاء» و «عدم التشبّث بالمنصب» و «العمل بالتوقيتات الدستورية» و «احترام القانون» ... مثلما دعت إلى وحدة الصفّ ونبذ العنف والاصطفاف الطائفي وحماية الأقليّات الدينية والعرقيّة ; كلّ ذلك من أجل الخروج من المأزق الحالي وتفويت الفرصة على الغرباء الذين استغلّوا الوضع الهشّ فتمدّدوا بشكل خطير ومثير ..
إنّ مواقف المرجعية المباركة ما هي إلاّ انعكاس حىّ للمبادئ والقيم الأصيلة التي أكّدت عليها مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) المتضمّنة أرقى معاني