صرت اُمارس شعارات روحي وضميري حين يهتفا بي : «إنّ الإنسان موقف وكلمة» بكلّ فخر واعتزاز ، واُحاول بلورتها عملياً ، حتى منحتني شعوراً بالراحة والطمأنينة ، فبعد معاناة وآلام ومخاطر يطول بيانها بتُّ أختار واُقرّر الفعل أو الترك ، ولا أشتري أو أبيع بأيّ ثمن ..
صرت أهتمّ بوقاري وسلوكي وتدبيري ، فأنشد الحكمة والفطنة والكياسة والتعلّم بكلّ لهفة وشغف ..
صرت أمقت الأساطير والخرافات والأوهام وأنزع إلى الدليل والحجّة والبرهان ..
صرت أترنّح طرباً لأيّة مؤنة معرفية تثير طمعي الفكري وتشبع نهمي الثقافي ..
صرت أجد في القرآن الكريم غير ذاك الذي اُرتّله في شهر رمضان فقط لتُحسَب لي الختمة والختمتان ; حين علمت أنّه نصّ متكيّف موّار وصنعة سماوية متكاملة ونسخة وقاية وعلاج لكلّ الأحقاب والأمصار ..
صرت أجد في محمّد بن عبدالله أسمى من ذاك الذي درسناه في المدارس والجامعات وكونه ـ على الإجمال ـ نبيّاً جاء بدين وكتاب ، حين علمت فيه الكمال الإلهي والتجلّي الربّاني والمنقذ الحقيقي بأرقى المعاني وأجمل الصور ..
صرت أجد في عليّ بن أبي طالب فوق الشجاعة وقلع باب خيبر وقتل عمرو بن ودّ ... حين علمت أنّه القرآن الناطق والوليّ السماوي