أنا عقلٌ يستفيض برؤى وبصائر وهدي بيت النبيّ المختار ..
أنا ذاك الذي صاغ من ظلامة الحائط والباب حبرَ الأفكار ويراع الأنظار وأُسّ الآراء فأحفرُ وأُراجع وأُحلّل وأستقرئ وأُقارن فأستنتج : أنّ الزهراء قد رسّخت ـ بإلهامها وعصمتها وثباتها وبيانها ـ مبادئ الدين والأُصول التي جاء بها السراج المنير وعانى من أجلها صعاب الدرب العسير ..
أنا ذاك الذي علّمه سيف الرسالة الأمين وباب علم خاتم النبيّين (صلى الله عليه وآله) أميرالمؤمنين (عليه السلام) بصبره الحكيم طيلة الخمسة والعشرين من السنين .... قواعدَ الإيمان السليم ومعنى الحفاظ على مصالح المسلمين رغم الحقّ السليب وخذلان الخاذلين ..
أنا ذاك الذي جعله المجتبى (عليه السلام) سبط سيّد المرسلين يحلّق عالياً في آفاق معارف وأخلاق الآل وسعيهم الحثيث لحفظ النفس التي حرّم الله إلاّ بالحقّ ، مثلما جعله (عليه السلام) يقف على حقيقة اليد الأُمويّة التي لازالت تعبث بالقيم والدين ..
أنا ذاك الذي علم واستيقن أنّ ملحمة المولى الغريب وما بذله الحسين السبط الشهيد من العطاء والسخاء الكريم بالمهجة في يوم الطفّ العظيم .... هي التي حفظت رسالة سيّد الكونين إلى قيام يوم الدين ..
أنا ذاك الذي فهم انتظار فرج الغائب أرواحنا فداه بأ نّه : الإبقاء على جذوة الإيمان والقبض على جمرة الاعتقاد بكلّ عزيمة وشوق واقتدار ..