هذا الافتراض حتى ، فكيف بتحقّقه؟!
فالدين إمّا وصفة كاملة أو ناقصة ، ولا ثالث .. وعقيدتنا القائمة على القول الأوّل لا تقبل بكلّ هذه المقترحات والحلول التي تجعل من الدين مجرّد رقم ـ سواء رقماً ذهبيّاً أم غيره ـ بين سائر الأرقام وفارساً بين سائر الفرسان ; إنّها ترى الدين أسمى وأجلّ من كلّ الصراعات القائمة ..
نعم ، علينا تجديد رؤانا وبصائرنا بتجديد أدواتنا المعرفيّة وآلياتنا العلميّة في «استحلاب» ثدي الدين الكريم ، والكريم لا يبخل في العطاء ، ولاسيّما إن كان كرمه متّصلاً بمبدأ الجود والسخاء المطلق .. ونعني بالعطاء : أنّنا إن قرأنا وراجعنا واستقرأنا وقارنّا وحلّلنا لاستنتجنا أنّ القول الأوّل ليس مجرّد شعار وأحلام وطموحات ، بل حقيقة سامية لا تقبل القسمة على اثنين .. فلا فرار من الاختيار حينئذ وهذا الاختيار لا يقع إلاّ على واحد من الطرق الموجودة .... لذا يكون مفهوم «الفرقة الناجية» عقلانيّاً واقعيّاً ..
نعود إلى ما صدّرنا به البحث فنقول : إنّ بناء الذات وتهذيب النفس يجب أن يخضع إلى نظم معرفي روحي شعوري ، نظم يبلور الأفهام والمساعي العلميّة والاعتقادات والأحاسيس في سبيل الوصول إلى النتائج المطلوبة ..
والإنسان إذا ما تمكّن من بناء ذاته وتهذيب نفسه سيتحوّل لا إراديّاً إلى معلّم ومربّي وقطب إشعاع يفيض على من حوله بل على الناس