السليمة التي تجتاز به «المفترق» إلى مساحات الأمان والطمأنينة الذاتيّة ..
وفي «التزوّد» هذا ومؤنه نقاشٌ وعراكٌ صعبٌ ومرير قامت عليه المذاهب والتيّارات والانتماءات الإنسانيّة المتفاوتة ، كلٌّ يرفع لوائح الإنقاذ وصكوك الغفران والفلاح ; ولكنّ أيّاً منها هو المنقذ الحقيقي الذي يأخذ بالإنسان ليبني ذاته ويهذّب نفسه؟ إنّها معضلة البشريّة المنحصرة أساساً في معركة «الفرقة الناجية» ..
وما التنافرات الهامّة والصراعات الدمويّة والحضاريّة والمعرفيّة التي كانت ولازالت فإنّها تدور ضمن هذا الإطار ، ولا تنتهي قريباً ..
وما يطرحه البعض من حلول ومقترحات لتجنّب المنازعات ـ مثل : استخدام أدوات العقل العملي والقيم الأخلاقيّة في ترويضها ثم حذفها من دائرة الوجود ـ تحوم حوله استفهامات وتتجاذبه تباينات تجعل منه مجرّد أمانيّ لا تلج حيّز الواقع والتطبيق ، فتبقى حبيسة الفضاء الرومانسي لا تجد سبيلاً تسلكه إلى باحات ممارساتنا وأروقة أفعالنا ..
فلو سكّنّا الآلام بوصفة : «التعدّديّة مطلب ومطمح إنساني» فكيف لنا أن نؤمن بأنّ حقّ الآخر في الاختيار معتقدٌ أخلاقي ، من أجل الوصول إلى نتائج إيجابيّة؟! وكيف للدين الوقوع في وحل «الفرقة الناجية»؟!
ثم إنّ افتراض الدرس الفقهي واللاهوتي والكلامي لكون التعدّديّة ضرورة إنسانيّة أخلاقيّة ، لا يعني وجوب تحقّقها خارجاً ، بل مجرّد الافتراض كاف في إبصار الإيجابي ، مع أنّ إبصار الإيجابي لا يفتقر إلى