معه ويدنّس اللباس المقدّس الذي أرخص البعض قيمته هذه الأيّام ..
ولا جدوى في إلقاء العتب واللوم والتقصير على مجموعة معيّنة من رجال الدين ، إنّما الأمر يستلزم نهضة شاملة جادّة كي يأخذ الأهل الكفء مكانته اللازمة ..
المترشّح من ممارسات القلّة التي انعكست على الكثرة انعكاساً صار واقعاً ملموساً : أنّ رجل الدين يعيش هذه الأيّام غربتين :
إحداهما : ـ ولا أقصد الجميع إنّما التلقّي والانطباع السائد ـ الشعور الذي يخالجه ويطغى على ظاهره وأساليبه ، شعور العلوّ والسموّ العلمي والثقافي والمعرفي وأنّ الناس عوام لا يفقهون شيئاً ، وهذا الشعور جعله بعيد التكيّف والاُنس مع المحيط الاجتماعي ، ممّا يضعف فيه إمكانيّة التفاعل والتأثير والنفوذ ، ولاسيّما أنّ غالب هذا الشعور لا واقع له ، إنّما هو نتيجة الشكل الظاهري وبعض العلوم الأوّليّة والمعلومات البدائيّة جعلت منه في شعور غير حقيقي .. وهذا خلاف المفروض في رجل الدين من الزهد والتقوى وأ نّه كلّما ازداد علماً كلّما ازداد خلقاً رفيعاً وتواضعاً ..
ثانيهما : حدوث الفاصلة بينه وبين الناس ; بفعل ممارسات مجموعات معيّنة تمثّل الأقليّة من رجال الدين ، ابتعدت الناس عنه بفعل المشاهدات والمسموعات والمظاهر التي لا تناسب رجل الدين ، اُصيب الناس بصدمة وذهول حينما وجدوا رجل الدين ـ وإن كان واحداً ـ يعمل خلاف المواصفات اللازم توفّرها فيه ، وجدوه ليس كما ينبغي فآثروا