البقاء عليه والذبّ عنه ، حينها تصلح الاُمّة وتصلح الأحوال وتتوفّر مقدّمات الهداية والإيمان والفلاح ..
فهل وفينا بما ينبغي علينا القيام به ، هل صرنا النموذج الذي يُقتدى به ، هل صار اللباس الديني المقدّس ـ باعتباره علامة رجل الدين والدليل الظاهر عليه ـ سبيل الاسترشاد بنا للخروج من ظلمات الانحراف والفساد والضياع إلى أنوار الإيمان والفلاح ، أم صار اللباس المقدّس غايتنا وهدفنا لتحقيق منافعنا ومصالحنا؟
تراجعت ثقة الناس بنا تراجعاً مخيفاً ولاسيّما في الفترة الأخيرة حين وجدوا «مجموعة» منّا لا تعمل بوظائفها ، إنّما همّها بلوغ رغباتها الذاتيّة ، الأمر الذي انعكس سلباً على سائر طلاّب وعلماء العلوم الدينيّة ، إنّها غدت أزمة ثقة ، أزمة مصداقيّة لابدّ من الوقوف عليها وقوفاً علميّاً لمعالجتها معالجة منهجيّة سليمة ..
يجب أن يكون رجل الدين مرتكز الناس وموئل الجمع والمرجع الذي يأخذون منه معالم العقيدة والانتماء ، يجب أن يكون مصدر الثقة وأساس المصداقيّة والكهف والملاذ والملجأ الآمن ، يجب أن يكون العقل الكبير والقلب النابض بالحبّ والمشاعر النبيلة ، عنوان التواضع ورمز الزهد والقناعة ، مثال الأخلاق السامية والصفات الرفيعة ، محرم الأسرار وحلاّل المشكلات ومصداق الإخلاص والوفاء ونكران الذات ...
هكذا يجب أن يكون رجل الدين وإلاّ فلا يتورّط ويورّط الناس